الحياة مليئة بالأشياء الحسنة والأشياء السيئة , والإنسان يحمل في ذاته أيضا معان حسنة ومعان سيئة , ( ونفس وما سواها , فألهمها فجورها وتقواها )
ومعترك الحياة ومخالطة البشر تجعل الشخص يبصر الأمرين معا , سواء في نفسه , أو في غيره , وعند الحكم على الآخرين تقف متعجبا حيرانا ممن انبرى لإصدار الحكم !!
إن أول مايفعله هذا الحكم غالبا أن يلبس نظارته السوداء فيبصر تلك المعاني السلبية في حياة المحكوم عليه , فيبدأ أخونا الحكم في سرد قائمة طويلة من تلك المعاني السلبية , والتي أصبحت كفيلة بإصدار حكمٍ مشؤومٍ !!
وهذا لايختص فقط في الحكم على الآخرين , وإنما أيضا في حكم الإنسان على نفسه , وما يحدث من حالات انتحار إنما هي بسبب النظرة للأمور السلبية للحياة .
إن من الواجب أن نعدل في نظرتنا لأنفسنا وللأخرين , ينبغي أن ننظر للأمرين معا ـ الإيجابي والسلبي ـ حتى نكون واقعيين في أحكامنا .
وليست المشكلة فقط في إصدار الحكم , وإنما المصيبة في تبعات ذلك الحكم .
ونظرة تأمل لذلك في أنفسنا تكفي في أن نعرف كم نحن وقعنا في ظلم أنفسنا والآخرين .
وإن انتكاسة الشخص من الهداية إلى الضلال هي نتيجة لتلك النظرة السوداوية لذات الشخص , فتراه ينظر إلى ذنوبه ومعاصيه ـ وقل من يسلم منها ـ فيقنط ويتشاءم ثم يختار هذا الطريق المظلم حتى لا يقع في النفاق , أو حتى يسلم من الاضطراب الداخلي الموجود لديه .
وأما أثر تلك النظرة على المحضن التربوي فعظيم , ولعلنا نستفيد من الإخوة القراء في بيان ذلك الأثر