الطبيب
قال الرجل للطبيب الشاب الواقف قرب سريره :
- ليرض الله عنك يابني !... لن أنسى ما حييت انك جئت من خارج القطر لكي تعالجني ... لن أنسى ذلك .
كان الرجل الذي أٌجريت له العملية رئيس الأطباء في مستشفى مشهور . عندما أشتد به المرض الذي لم يكن في الامكان علاجه الا في الخارج ، كانت قناعة أصدقائه من الأطباء انه لا يتحمل السفر إلى الخارج ، لذا قرروا اجراء العملية بأنفسهم على الرغم من وجود أمل قليل في نجاحها ، ولكن هذا الطبيب الشاب الذي كان يعّد من أشهر الأخصائيين في هذا الموضوع هب لنجدتهم وحضر وأجرى العملية بنفسه ، ولا يدري كيف وممن سمع خبر مرض رئيس الأطباء ، لم يكن الطبيب العجوز يعرف كيف يستطيع مجازاة هذا الصنيع وكيف يشكر هذا الطبيب الشاب ... كان يمسك بيد الطبيب الشاب بقوة وهو يتحدث فرحاً لعودته إلى الحياة :
- قبيل قيامكم بتخديري رجعت بي الذكريات إلى سنوات الشباب ... كنت لا أزال طبيبا شابا لا أملك تجارب كثيرة ، حتى انني علمت بأن الجنين لأحدى الأمهات الحاملات سيولد بعاهة فكرت بأن من الأفضل أن أقضي على الجنين لأخلصه من معاناة كبيرة في الحياة ، ولكني عندما سمعت دقات قلبه لم يطاوعني قلبي على ذلك . لذا فانني أعتقد بانني بقيامي بانقاذ ذلك الطفل على الرغم من الوحوش الذين يقومون بعمليات الإجهاض للأطفال الأصحاء بحجة ما يطلقون عليه أسم " تخطيط العائلة " فان الله تعإلى ارسلك لإنقاذي .
كانت يداه تقبضان على يدي الطبيب بعاطفة لا توجد الا بين أب وابنه ، بعد فترة خلَص الشاب يديه ثم خطا قليلاً إلى الوراء وأشار إلى رجليه الصناعيتين أعتباراً من الفخذ وقال مبتسما :
- لا ينسى الله أي معروف ياسيدي! ... انني أنا الطفل إلى أنقذت حياته .